-->
22247856250071556
recent
أخبار ساخنة

آليات انتاج النص الروائي نحو تصور سيميائية لعبد اللطِيف

الخط

آليات انتاج النص الروائي نحو تصور سيميائية  لعبد اللطِيف



صدرت للأكاديمي السيميائي عبد اللطيف محفوظ طبعة أخرى من كتاب «آليات إنتاج النص: نحو تصور سيميائي» عن منشورات النايا للدراسات والنشر والتوزيع في بيروت؛ ويعد هذا الكتاب بؤرة في المشروع السيميائي الذي انخرط فيه الباحث منذ خمس عشرة سنة؛ لأنه يطرح فيه الأسس النظرية والمنهاجية 
والمبادئ الإبستمولوجية الموجهة لهذا المشروع. 


ومن أهم خصوصيات هذا الكتاب، أنه لا يقف عند تصنيف الأسئلة النابعة من أطروحته، وإنما يكشف عن خلفيتها النظرية، وهي خلفية متعالية ومحايثة. فالأولى مع لوكاتش وباختين، وتتصل بالمادة (الرواية)، والثانية مع شارلز ساندرس بورس، وتتصل بالبناء النظري. يأخذ عن لوكاتش تصوره لمفهوم الكلية الممتدة، التي تجعل الجنس الأدبي (الرواية) محايثا للحياة، أو لشكل الوجود أو ظهوره، وأيضا للحكاية والحبكة السردية، وهو أمر يتعلق، في المستوى المجرد، بشكل البناء. يعني أننا، هنا، أمام محايثة تحافظ على تعالي الجنس الأدبي؛ إذ أنه بدون هذه المحايثة يتعرض المتعالي للانهيار. ويأخذ عن باختين مبدأ الانفتاحية، وهو مبدأ يميز الجنس الروائي عن سائر الأجناس الأخرى.
غير أن هذا المبدأ يطرح عددا من الأسئلة التي تجعل إنتاج النص في علاقة تضايف مع العالم، أسئلة تتعلق، مثلا، بمادة وشكل الرواية وجنس الكتابة فيها، وقدرة هذه الكتابة على التحاور مع الأجناس الأخرى واستيعابها؛ مما يجعل من هذا المبدأ يتجه أكثر نحو التعالي. 


والحال أن عبد اللطيف محفوظ يريد من الانفتاحية ألا تكون متعالية، وإنما أن تكون محايثة للإنتاج الروائي في كتابه هذا. فهو على سبيل المثال، عند حديثه عن النظريات التي تختزل النص في جمل، مثل البنية الدالة عند غولدمان أو البنية الأولية للدلالة عند غريماس، أو مدار الحديث عند علماء النص، يعتبرها محفوظ نظريات متعالية؛ إذ أنها تنتج مصطلحات تجعل المعنى مبنيا من طرف المتلقي، فتلغي المنتج، وتعتبر النص حصيلة التأثير؛ أي حصيلة تفاعل بين النص والمتلقي. كما أطر الخصائص الأجناسية بالتصور النظري البورسي ذي المرجعة التداولية.


إن مقصدية هذا الكتاب تكشف أن النقد الروائي لا تكون له فعالية حقيقية، إلا إذا قام على هذه السيميائيات التداولية، فضلا عن كونه كتابا يطرح أسئلة هي من جهة توجه النقد إلى النظريات المتعالية، في الوقت الذي تستفيد من إمكاناتها النظرية، ضمن المحايثة، على اعتبار أن المتعالي ينهار إذا لم تحافظ المحايثة عليه. كما يكشف الكتاب عن طابع علمي يصوغ أطروحة بالغة الوضوح على الرغم من التجريد، وهو طابع مستفاد من المنطق والرياضيات والفينومينولوجيا، كي تصير أطروحة مركزها هو التمثل من جهة، وشكل ظهور المتبدي (الذي يقصد به محفوظ شكل الواقع وهو يحضر في وعي مخصوص) المتماسك في النصوص الروائية الكبيرة.





No comments
Post a Comment

Post a Comment

نموذج الاتصال
NameEmailMessage